صور تلوث المياه      

بشكل عام تعددت صور تلوث المياه منها ما يلي :

  1 – تلوث مياه البحار و الأنهار بالفضلات الادمي و مياه الصرف الصحي

يعرف هذا النوع بالمولثات البيلوجية بما تحتويه من بكتريا و فطريات و فيروسات و طحالب و مما تحتويه مياه الصرف الصحي من بكتريا ممرضة خطيرة

** بكتريا الإشريشيا كولاي التي تسبب حالات القيء و الاسهال و تؤدي احياناً الي الجفاف لدي الاطفال

** بكتريا الفيبريو كوليرا التي تسبب مرض الكوليرا اللعين

** بكتريا السالمونيلا تيفوياي التي تسبب مرض التيفود و غيره عموماً فهذه البكتريا و غيرها تنتقل الي الانسان عن طريق احدي الوسائل التالية : الجلد – الفم – الجروح . تناول اسماك او محاريات او قشريات ملوثة علي الجانب الاخر تؤدي الكائنات الحية الدقيقة اللاهوائية و هي مسببة للأمراض الي استهلاك الاكسجين المذاب في الماء و من ثم الي موت الأحياء المائية خنقاً كالاسماك و الكائنات الحية الدقيقة الهوائية كما تعمل علي تحلل المواد العضوية لاهوائية و ينتج عن ذلك غازات سامة وروائح كريهة مثل غازي الامونيا و كبريتيد الهيدروجين و للعلم فنحو 40 % من الاصابات بالمياه الملوثة عبارة عن اسهال يختلف في قوته حسب درجة التلوث و الاصابة و عدد لا بأس به من الامراض الجلدية و ان تتبع الزيادة في عدد بكتريا القولون انما يشير بالضرورة الي حدوث تسرب من شبكة الصرف الصحي الي شبكة المياه

  2 – تلوث مياه البحار و المحيطات بزيت البترول الخام

يحدث التلوث بزيت البترول الخام ( النفط ) في البلدان التي يتم فيها استخراج للبترول ( و هو من المواد السامة العضوية ) من البحار و الخلجان كما الحال مثلاً في دول الخليج العربي و مصر و البلدان المطلة علي بحر قزوين فغالباً ما تتلوث المياه و رمال الشاطيء بالبترول الخام و قد يحث ايضاً بسبب تسرب النفط من السفن التي تنقله او ان تغرق هذه السفن فتفرغ حمولتها كاملة في المياه و تقع الكارثة و قد صار من المعلوم ان يتسبب تلوث مياه البحار و المحيطات بالبترول في قتل الاسماك و الكائنات البحرية الاخري غير الاسماك مثل القشريات و المحاريات و الشعاب المرجانية و الطيور البحرية لانها تتغذي علي الاسماك الملوثة و لقد ثبت لدي العلماء ان الاحياء البحرية المعرضة للهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات تعاني من مشكلات في النمو ودورة تكاثرها و تصبح اكثر عرضة للمرض لا سيما و انه من الصعب جداً تنظيف الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات و المكونات الموجودة في النفط الخام ومن المؤسف ان هذه المركبات تستمر في البيئة البحرية لسنوات عديدة

و من بين الاضرار المتوقعة ان يخترق النفط ريش الطيور فيحد من قدرتها علي العزل فتصبح اكثر عرضة لتقلبات الجو ودرجات الحرارة كما و يحد من قدرتها علي الطفو فوق سطح المياه و يعيق حصولها علي صيدها و يكبلها ابان فرارها من مفترسيها

  و لعل من اهم حوادث التلوث بالنفط ما يلي :

في 18 مارس عام 1967 مـ تحطمت ناقلة النفط ( توري – كانيون ) بحاجز صخري في اقصي الجنوب الغربي للساحل الانجليزي مما ادي الي تسرب اكثر من 9000 طن من النفط و قد اوصلتها الطيارات البحرية و الرياح قبالة السواحل الفرنسية و بسببها ماتت ملايين الاسماك و آلاف الطيور بسبب عدم تمكنها من الطيران بعد التصاقها بالبقعة النفطية اللزجة .

و سيظل يحدث تلوث لمياه البحار بالنفط الخام ومشتقاته طالما و قعت واحدة او اكثر مما يلي :

1 – تسرب النفط من موانيء تحميل و تفريغ النفط الخام

2 – تسرب النفط من ورشات تصنيع السفن في الموانيء

3  – مياه الصرف الصحي و الصناعي المحتوية علي بقايا وقود السيارات الي المياه البحرية ( محطات البنزين و التشحيم )

4 – مخلفات وحدات تكرير النفط و المؤسسات الصناعية المختلفة علي البحار

5 – حوادث غرق او انكسار او ارتطام ناقلات النفط في البحار و المحيطات

6 – انتاج النفط من تحت سطح مياه البحار

7 – انفجار ابار النفط و تسرب كميات كبيرة منه

8 – انسياب النفط و مشتقاته بسبب تشققات طبيعية بحته كأن انفجار البراكين مثلاً

9 – إفراغ مياه الصابورة ( الموازنة )

10 – تسرب مياه الغسيل الناجمة عن عمليات التنظيف الدوري لصهاريج ناقلات النفط و ازالة الرواسب منها قبالة البحر مباشرة

  3 – تلوث المياه بالمبيدات الزراعية و النفايات الكميائية

توصف المبيدات الزراعية و النفايات الكميائية اليوم علي انها مركبات سامة وضارة و مسرطنة و لكنا يعلم بهذا الامر جيداً عبر ما يتابعه من حوادث لثفاقات استيراد مثل هذه المواد الخطرة و خير مثال علي ذلك حين تم استخدام نوع من المبيدات الحشرية المحتوية علي الزئبق في العراق سنة 1972 مـ فأصيب بها 6000 شخص و مات منهم 500 و هناك مواد اخري منها تعرف بـ الدستة القزرة و يعرف الجميع مخاطرها علي صحة لكل الكائنات الحية و يكفي انها حرمت دولياً ووصمت بهذا الاسم العار و المرعب في آن و احد

علي الجانب المقابل تلقي بعض المصانع و الشركات للأسف بنفايتها الخطرة دون ادني معالجة في مياه الانهار و البحار و المحيطات بل ان بعض السفن تلقي عمداً موادً سامة و نفايات محرمة دولياً في المياه و الاضرار التي يسببها هذا التلوث هي نفسها التي يسببها النوع السابق من قتل للأسماك و الكائنات البحرية الاخري و ضرر وبيل غير مشكوك في اثاره علي الانسان

  4 – تلوث المياه بالمعادن الثقيلة

تأتي خطورة المعادن الثقيلة من تراكمها داخل جسم الانسان بشكل اسرع من انحلالها إبان عمليتي التمثيل الغذائي او الاخراج و تدخل تلك المعادن اجسامنا من خلال المياه و الهواء و الغذاء

  5 – التلوث بالمواد المشعة

تسبب المفاعلات النووية تلوثاً حرارياً للمياه الامر الذي يؤثر سلباً علي النظام الحيوي بالبيئة البحرية مع احتمال حدوث تلوث اشعاعي لاجيال متلاحقة من البشر و سائر الكائنات الحية الاخري و ما يسببه التلوث الاشعاعي

1 – السرطانات المختلفة مثل سرطان الدم و سرطان الجلد

2 – اصابة العيون بالمياه البيضاء

3 – نقص القدرة علي الاخصاب

4 – اصابة الاطفال بالتخلف العقلي

6  – تلوث المياه الجوفية

7 – تلوث المياه بسموم الطحالب

8 – تلوث مياه الخزانات

  في الحقيقة ان تلوث مياه الخزانات و مواسير التوصيل كارثة صحية بما تحمله الكلمة من معني و سيتضح هذا مما يلي :

1 – الرواسب الموجودة بمياه الخزان

2 – تشكل هذه الرواسب مصدر هام لتغذية كائنات خطير و تتكاثر عليها

3 – لزيادة الرواسب تاثير مباشر في عدم انتظام الاداء الوظيفي للدماء

4 – وصول المياه الي الخزان خالية من الكلور

5 – عدم الاهتمام بتنظيف الخزان و احكام غلقه جيداً

6 – من العوامل التي تزيد من درجة تلوث الخزاانات استخدام المضخات ذات القوة العالية

7 – دخول الضوء الي الخزان من العوامل التي تسعد علي تكاثر الطحالب

و حين نتكلم عن المياه و البحار و المحيطات بهذه الخصائص المتفردة فأن لنا بعض التعريفات التي تظهر تفرض خصائص المحيط المائي ستساعد في فهم المشكلة برمتها

  اولا : الماء كائن فريد

الماء هو الكائن الوحيد المعروف في الكون كله الذي يتمدد عند انخفاض درجة الحرارة فالقاعدة الفزيائية الشهيرة انن الاجسام تتمدد بالحرارة و تنكمش بالبرود الا الماء فتلك الخاصية لا توجد لكائن اخر عير الماء في الكون و هي ان كل الكائنات و السوائل تزيد كثافتها مع انخفاض درجة الحرارة و تكون في حالتها الصلبة في اعلي درجات الكثافة

  ثانياً خاصية الحفاظية

للبحار و المحيطات خصائص ثابتة تحتفظ بها دائما من درجات حرارة و محتوي ملحي و كثافة مياه و تتميز بأنها لا تفقد خصائصها في المياه البعيدة عن اي تبادل سواء من الشواطيء او سطح الماء

  ثالثاُ خصائص ملوحة المياه

كميات المياه المالحة الموجودة في الكرة الارضية هي افضل خزان يمكن تصوره للحفاظ علي المياه في الكرة الارضية فكمية الاملاح هي افضل وسيلة للحفاظ علي المياه

  رابعاً خصائص درجة حرارة المياه

اما درجة الحرارة عند سطح البحر فتتأثر بدرجة حرارة الغلاف الجوي و مؤثراته من ضغط جوي و درجات الرطوبة و سرعة الرياح واتجاهتها مما يجعل درجة حرارة المياه السطحية تتغير تبعاً لدورة الارض اليويمة حول نفسها .